يمثّل اليوم العالميّ للمترولوجيا مناسبةً سنويّةً لإحياء ذكرى توقيع اتّفاقية المتر في 20 أيار 1875 من قبل ممثّلي سبع عشرة دولة، وبذلك يصادف في هذا العام 2025 الذكرى السنويّة المائة والخمسين لاتفاقية المتر وهي علامةٌ فارقةٌ تؤكّد على قرن ونصف من التعاون الدولي في مجال القياس.
وضعت اتّفاقية المتر إطار التعاون الدوليّ في علم القياس وتطبيقاته الصناعيّة والتجاريّة والمجتمعيّة، وأصبح اليوم عدد الأعضاءالموقّعين على اتفاقية الاعتراف المتبادل للمؤتمر العام للأوزان والمقاييس (CIPM MRA) /259/ معهداً مشاركاً (98 معهداً وطنيّاً للمترولوجيا”National Metrology Institute” و4 منظّماتٍ دوليةً و 157معهداً مخوّلاً “Designated Institute “).
ويعود اتساع مجال اتفاقية المتر وانضمام الدول المختلفة لهذا الاتفاقيةللدور المركزي للمترولوجيا وهوعلم القياس وتطبيقاته، في الاكتشاف والابتكار العلميّين، وكذلك لأهميتها المحوريّة في أنشطة الإنتاج والتّجارة الدوليّة، وأيضاً في تحسين نوعيّة الحياة بالإضافة إلى حماية البيئة العالميّة.
لا يزال الهدف الأصليّ لاتفاقية المتر- توحيد القياس على مستوى العالم - بذات الأهمية اليوم تماماً كما كان عليه عام 1875، حيث مكَّنالنّظام الدوليّ للواحدات (SI) من توفير لغةٍ مشتركةٍ عبر مختلف دول العالم للتّصنيع وللتّجارة وغيرها من الأنشطة الإنسانيّة.
في تشرين الثاني 2023، أعلنت الهيئة العامّة لليونيسكو (UNESCO)(منظمة الأمم المتّحدة للتّربية والعلم والثّقافة) أنه سيتم الاحتفال بيوم 20 أيار من الآن فصاعداً باعتباره اليوم العالميّ للمترولوجيا، وسيتم دعمالاحتفالات بهذا اليوم كل عامٍ بشكلٍ مشتركٍمع المكتب الدولي للأوزان والمقاييس (BIPM) والمنظّمة الدوليّة للمترولوجيا القانونيّة(OIML) ، ويعود هذا القرار من اليونيسكو لأنَّاليوم العالميّ للمترولوجيا يركّزعلىالتعريفبعلم القياس وأهمّيتهلتحسين نوعية الحياة والحفاظ على البيئة، وهي مهمّةٌ تتناغم مع هدف اليونيسكو المتمثّل في بناء عالمٍ أفضل من خلال العلم والتعليم.مما يتيح فرصة استثنائية لتعزيز الدور المحوريّ للمترولوجيا في بناء مستقبلٍ مستدامٍ.
موضوع اليوم العالمي للمترولوجيا لهذا العام "2025"هو "150عاماً على اتفاقية المتر، القياسات لجميع الأزمنة، ولكلّ الناس"وتسليط الضوء على التّأثير العميق للقياسات على ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا. موضوعنا لهذا العام هو "القياسات لجميع الأزمنة، ولكلّ الناس".حيث تمَّ اختيار هذا الموضوعللتّأكيد على الدّور الأساسيّ الذي يلعبه القياس في دفع التقدّم والابتكار - ضمان التّجارة العادلة، وتعزيز الاكتشاف العلميّ ومعالجة التحدّيات العالميّة.